هل يقال : هذه زوجتي ؟!
من فطنة العربِ أنّها لم تُلحق تاءً فارقة في المرأة ذات البعل ,
فقالوا عنها: زوج ,كما قالوا عن الرجل : زوج , كأنهما حين يكونان زوجين ذاتٌ واحدةٌ ,
ولم يرد في الذكر الحكيم زوجة ,ولازوجات
قال تعالى { اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ }
وقال سبحانه : { وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ }
والخطاب في الآية للرجال , وفي تقسيم الميراث نضطّر إلى إلحاق التاء حتى لايكون لَبسٌ ; لأننا نذكر صاحب الإرث مفرداً دون دلالة مميزة ,
وأمافي الكلام التامّ فإنا لا نحتاج إلى ذلك ونكتفي بدلالات السياق , والقرائن , والحال , والإسناد , والإشارة , وغيرها ,
وقد ضعَّف قومٌ قولَهم : هي زوجتي , والأئمة يجعلونه من النادر الذي يعدل عنه البلغاء ,
قال أبو علي القالي ( قال الأصمعي : لا تكادُ العربُ تقول: زوجة ) ,
ومن ذلك النادر قول الفرزدق :
وإن الذي يسعى ليفسد زوجتي كساعٍ إلى أُسْد الشَّرى يستبيلُها
وأنشد ابن السكيت
يا صاح ابلغ ذوي الزوجات كلِّهمُ أن ليس وصلٌ إذا انحلّت عُرى الذَّنبِ
ولا انفكاك لنا اليوم عن هذه اللغة النادرة أو الضعيفة ;
فهي الغالبة في الاستعمال , والخطْب في ذلك هين , والمقتَضى للتأنيث موجودٌ , والمانع منه مفقودٌ .
والأفصحُ موافقة ماجاء في القرآن , وإعمالُ القرائن ; فإن فيها تقويةً للحسّ , وصقلاً للمَلَكة , وروعةً في البيان , وعُمقًا في التعبير , وسلامةً في الذوق , وتطريةً للذهن , وأداءً للمراد بإحسان .
الخلاصة :
قل : هذه زوجي , وإن قلت : زوجتي خالفت الأفصح , ونرجو أن لا يحرِّج عليك نحوي
(1) النحويون أشد تحريجًا على اللاحنين في اللغة , من اللغويين أنفسهم .
**********
هذه بعض الالفاظ التي ذكرها الدكتور عبدالعزيز بن علي الحربي
أُستاذُ القراءات والتفسير المشارك بجامعة أم القرى بمكة المكرمة
في كتابه لحنُ القول
وقد كتبت لكم هذه الفائدة بعد أن أشتريت الكتاب بعد صلاة  العشاء لهذه الليلة
وحيث المؤلف له فضلٌ علي فقد درست عليه في منزله ملحة الإعراب والسلم في المنطق وغيرها من الكتب .
لكني خرجت بلا حمص 🙂 ارفع المنصوب واكسر المرفوع ويعجبني السكون 😦
أحببت أن أفيدكم بما ورد في الكتاب وأعمل دعاية له 🙂 لعشاق اللغة ومحبيها

السيرة الذاتيه للمؤلف
ولد عام : 1384 هـ .
حفظ القرآن في الحادية عشرة من عمره بمكة المكرمة .
تخرج في كلية القرآن الكريم و الدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1409هـ و كان الأول في جميع مراحلها .
عرض القراءات العشر على الشيخ أحمد الزيات و الشيخ محمود سيبويه البدوي و أجيز منهما .
حصل على الماجستير و الدكتوراه من جامعة أم القرى بمكة المكرمة في القراءات و التفسير .
كان مدرساً قبل ذلك بمعهد الحرم المكي الشريف .
عُني مبكراً بحفظ المتون و دراستها و فقه الحديث و اللغة ومصنفات ابن حزم و ابن تيمية .
قرأ عليه كثير من طلبة العلم في علوم القرآن و الحديث و متون العقيدة و الأصول و القراءات و النحو و اللغة و البلاغة و المنطق وأشعار العرب .
التخصص العام: الكتاب والسنة.
التخصص الدقيق: تفسير وقراءات.من مؤلفاته :
(1) توجيه مشكل القراءات العشرية.
(2) الشرح الميسر على ألفية ابن مالك.
(3)متن الكفاية في العقيدة والفرق والمذاهب وعليه الهداية إلى معاني أبيات الكفاية
(4) ماهب ودب ـ السفر الأول ـ وبذيله زبدة الألفية .نظم الادرب فيما هب ودب وهو يربوا عن ثلاثة الاف بيت
(5) تفاصيل الحمل شرح المنزل ذكر الأنامي والغزل.
(6) تحقيق جزء من تفسير النص.
(7) تفاصيل الجمل شرح لامية ابن الوردي
(8) سكتات حفص في القرآن الكريم من طريق الشاطبية وتوجيهها
(9) جدوى التعريفات الاصطلاحية في علوم الشريعة والعربية .
(10) إستبراق الديباج والحرير ( نظم كتاب الضعفاء الصغير للإمام البخاري ) .
(11) وقف التجاذب ( المعانقة) فى القرىن الكريم
(12) معانى الروح فى القرآن الكريم
(13) وله في التفسير كتاب سماه وجه النهار
(14) وله شرح على الاجرومية سماه ايسر الشروح
(15) جدوى التعريفات الاصطلاحية في علوم الشريعة والعربية
(16) البلاغة الميسرة للدكتور عبدالعزيز الحربي
(17) ديوان شعر
(18) مقامات
(19) ديوان خطب
(20) وصدر له حديثاً تحزيب القرآن.
الرسائل الجامعية :
توجيه مُشكل القراءات العشرية الفرشية لغة وتفسيراً وإعراباً [رسالة ماجستير]
مدارك التنزيل وحقائق التأويل [رسالة دكتوراة]
تنبيه كتبت نبذة عن الدكتور عبدالعزيز الحربي من قرارة نفسي لمحبتي له
وألا أنا منقطع عنه منذ عام 1416 هـ