السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع ليس موضوعاً سياحياً ولا ترويجياً لدولة النمسا
أنه موضوع يتحدث عن حقيقة قد يجهلها البعض منا وأنا أولكم
وهي أن الإسلام ديانة رسمية في النمسا
وسبب كتابتي للموضوع أنني وجدت تعليقاً للأخ Ra3y AmReeKa
في تقريره عن النمسا وكتبت هذه الجملة
الإسلام ديانة رسمية في النمسا معلومة سمعتها في السابق و ابحث صحتها معكم اليوم
فحاولت البحث عن الموضوع أكثر فوجدت هذه المعلومات القيمة
التي اتمنى أن يستفاد منها ..
في النمسا معترف بالدين الإسلامى كدين تعبدى متساو مع بقية الاديان الموجودة فى النمسا . هذا الاعتراف هو الأول من نوعه منذ 1912 ، أوروبياً ومن ثم يتم تدريس مادة الدين الإسلامى فى المدارس الحكومية ، بواقع ساعتين أسبوعياً لحوالى 40 ألف طالب من أبناء المسلمين موزعين على 2700 مدرسة بشتى أنحاء البلاد على أيدى مائتى معلم مسلم، تشرف عليهم الهيئة الدينية الإسلامية ، ويحصلون على أجازات من مدارسهم خلال عيدى الفطر والأضحى ، وأن المسلمين المجندين فى الجيش النمساوى يتمتعون بالحق أيضاً فى الحصول على هذه الإجازات وتعيين مرشدين دينيين للجنود المسلمين على غرار بقية الديانات الأخرى، ووجبة أفطار خلال شهر رمضان ،والحق فى أداء الصلاة فى غير أوقات التدريبات الإلزامية.ولا يمثل إرتداء الحجاب مشكلة كبيرة للمسلمات فى النمسا سواء فى المدارس أو الجامعات أو دوائر العمل ، حيث يقر الدستور النمساوى ويحمى حرية ممارسة الشعائر الدينية لاتباع الديانات المعترف بها ومن ذلك اعتبار المناسبات الدينية الإسلامية آيام عطل رسمية لأبناء الجالية ، والذبح الحلال ، والانتهاء من بناء أول مقبرة إسلامية مستقلة فى العاصمة على مساحة 34 ألف متر مربع ، وعدم تقييد استدعاء أئمة من دول عربية وإسلامية . والأهم أن الأقلية الإسلامية حصدت مكاسب واضحة مثل وجود هيئة تمثلهم رسمياً أمام السلطات ، وإمكانية حصول مؤسساتهم التعليمية على مساعدات مالية عالية . بيد أن هذه الامتيازات القانونية بحاجة إلى تدعيم وسن تشريع لمكافحة التمييز على أساس الدين أو اللون أو العرق أو الملبس . وهذا الاعتراف الرسمى وتنظيم الجالية لصفوفها من خلال الهيئة الدينية الإسلامية الرسمية ساعد مسلمى النمسا فى تحقيق إندماج شبه كامل فى المجتمع مع الحفاظ على خصوصيتهم وتقاليدهم وهويتهم الإسلامية، فى ضوء مناخ يسمح بالتعايش السلمى بين مختلف الاديان . وغياب الاعتراف الشعبى يفرض المزيد من الجهد لكى يصبح ابناء الجالية الإسلامية جزءاً من هذا البلد ، عبر الاندماج الفعلى والايجابى فى المجتمع ، مع المشاركة الفعالة فى المجالات المختلفة وعلى جميع الاصعدة .
كما ان هناك تمثيلا اسلاميا فى برلمان فيينا من العرب والمسلمين، وهناك على سبيل المثال المهندس عمر الراوى ممثل العرب والمسلمين فى برلمان فيينا، وعندهم ايضا تمثيل رسمى للجالية المسلمة ورئيسها الاستاذ انس شقفه، والناطقة باسم الجالية الاسلامية بنافتا امنة بغجاتى المانية الاصل وتتكلم اللغة العربية ودائما تقول انها فضلت ان تأخذ الجنسية النمساوية لانها كانت تستحى من البلد الذى لا يعطى المسلمين حقوقهم.
وتقام الصلاة رسميا فى مبنى رئاسة الجمهورية ويسمح للصحفيين بتغطية الحدث والاعلان عنها اى انهم لا يخفون سياستهم تلك مع المسلمين بل يعلنونها.
وهناك برنامج يسمى برنامج (فاطمة) يدعم ويمول من الحكومة النمساوية ليؤهل الفتيات المسلمات لتولى مناصب لكسب الثقة فى النفس والاعتماد على الذات من خلال دورات تصل الى عام او اكثر وقد نجحت هذه الدورات نجاحا باهرا جعلهم يطلقون برنامجا اخر يسمى (مصطفى) لتأهيل الشباب المسلم وهو برنامج يؤهل المدربين، وهو برنامج تعليمى تأهيلى عال لتولى المناصب العليا لكى يكون الاندماج للشباب والفتيات المسلمات فى المجتمع النمساوى اكثر قبولا خاصة فى مجال الاعمال لكى يصبحوا فاعلين فى قطاع الاعمال، وهذا البرنامج يدعم من الحكومة النمساوية ايضا ويلعب دورا كبيرا ويحضره تمثيل سياسى كبير فى التخرج وهم يفخرون به،
وهناك ايضا اهتمام وتركيز على الاندماج وعلى شئون المرأة والشبيبة المسلمين، وقبل سنتين كان هناك احتفال بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس الشبيبة النمساوية المسلمة وقد حضر هذا الاحتفال عشرة الاف مسلم من انحاء النمسا، وقد تحدث اليهم رئيس جمهورية النمسا. مشيرا الى انهم قدوة ونخبة وتمنى ان يستمروا فى هذا الشكل، مقارنة بما يحدث فى دول اوروبية اخرى يعانى مسلموها من الاحباطات المتكررة كفرنسا على سبيل المثال ما تسبب فى مشاكل كثيرة وعنف فى الشوارع، الا ان شباب المسلمين فى النمسا هادئون جدا ويعرفون كيف يعبرون عن ارائهم من خلال الخروج فى مظاهرات سلمية ورفع شعارات.
ورغم كل هذه النجاحات ، يقول عمر الراوي عضو برلمان فيينا والمفوض من قبل الهيئة الإسلامية بملف الاندماج
إن “الاعتراف الرسمي لا يعني الاعتراف الشعبي، مؤكداً أن أمل أبناء الجالية هو أن يصبحوا جزءاً من هذا البلد، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا إذا واصلوا الاندماج الفعلي والإيجابي في المجتمع، مع المشاركة الفعالة في المجالات المختلفة وعلى جميع الأصعدة دون فقدان الهوية الإسلامية”.
المصادر والمراجع
http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=5945&Ite mid=1317
http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=173192
http://www.islamonline.net/Arabic/news/2004-12/10/article04.shtml
مواضيع ذات صلة
النمسا نموذج مصغر لثنائية الخوف من الإسلام ومحاولة التقرب منه
النمسا: أول احصاء رسمي للمواطنين المسلمين
النمسا تتميز أوروبياً بتجربة ناجحة في دمج مسلميها
ملامح عن الإسلام في النمسا (1)
حديث شريف يزين ميادين فيينا
مسلمو النمسا.. تجربة اندماج ناجحة
لأول مرة.. الأذان يصدح بمقر مستشارية النمسا
اترك تعليقًا